توب استوريقصص نجاح

عنان الجلالي.. حكاية الملياردير الذي بدأ حياته بغسل الصحون

أسدل الستار يوم 20 يونيو 2024، على مسيرة حياة استثنائية لرجل الأعمال والملياردير المصري عنان الجلالي، مؤسس سلسلة فنادق “هلنان” العالمية، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 77 عاماً؛ لكن رحيل الجلالي يترك خلفه إرثاً لا يُنسى، وقصة نجاح تُروى عن الإصرار وتحويل الفشل الأكاديمي إلى مجد عالمي.

من حطام الثانوية إلى مطبخ الدنمارك

وُلد عنان الجلالي في حي مصر الجديدة لأسرة متوسطة، لكن مسيرته التعليمية واجهت تعثراً كبيراً، حيث كان الفشل حليفه المتكرر حتى رسوبه في المرحلة الثانوية، وهذا الفشل دفعه لاتخاذ قرار مصيري، وهو السفر إلى النمسا بحثاً عن بداية جديدة.

ولم تكن البداية سهلة؛ فقد عاش الجلالي في النمسا أصعب أيام حياته، حيث عانى من الفقر المدقع والتشرد لدرجة أنه عاش في مأوى واضطر لتناول الطعام من القمامة؛ لكن هذه الظروف القاسية لم تكسر عزيمته، بل زادته صلابة، وبدأ رحلة التعلم من خلال العمل كبائع صحف لتعلم اللغة الألمانية.

وبحثاً عن حياة أفضل، انتقل إلى الدنمارك، حيث بدأت نقطة التحول الفعلية في حياته، عمل عنان في مطبخ أحد الفنادق كـغاسل أطباق، يعمل لمدة 8 ساعات يومياً مقابل وجبة طعام واحدة فقط.

التحول من متدرب بلا راتب إلى مدير

وبفعل قسوة الغربة والفقر، أدرك الجلالي القيمة الحقيقية للتعليم والخبرة؛ فبشكل موازٍ لعمله المضني، بدأ يدرس إدارة الفنادق، وسعى للحصول على تدريب عملي مجاني في وظائف فندقية أخرى خلال فترة ما بعد الظهيرة ليكتسب المزيد من الخبرات.

وبعد أشهر من العمل دون مقابل في التدريب، أثبت الجلالي نفسه بجدارة، وحصل على وظيفة رسمية، ومن هنا انطلقت مسيرته الصاروخية. ففي غضون أربع سنوات فقط، تدرج عنان من وظيفة إلى أخرى حتى وصل إلى منصب مدير أحد أكبر الفنادق في الدنمارك.

قصة صعوده السريع لفتت أنظار الصحف الأمريكية، التي احتفت به ومنحته لقب “أشهر غاسل أطباق في العالم”، وبات شخصية عالمية تلتقي الملوك ورؤساء الدول ويُستشار في مجال عمله.

 تأسيس إمبراطورية “هلنان” العالمية

ولم يتوقف طموح الجلالي عند منصب المدير. بل طور خبرته ليصبح متخصصاً في مجال إنشاء وإدارة الفنادق، وحصل على 5 شهادات دكتوراه فخرية من دول مختلفة.

وفي عام 1982، أسس شركته الخاصة “هلنان لإدارة الفنادق”، والتي نمت لتصبح سلسلة عالمية تدير أكثر من أربعين فندقاً حول العالم، بما في ذلك مصر والدنمارك.

وتعد قصة عنان الجلالي خير دليل على أن الفشل الأكاديمي لا يحدد مصير الحياة العملية؛ فقد تحول من طالب راسب في الثانوية، يعيش على الكفاف، إلى مؤسس إمبراطورية فندقية وملياردير عالمي، ليصبح اسمه مرادفاً للعزيمة والإصرار والنجاح الذي ينطلق من الصفر إلى قمة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى