الساحر الذي أنقذ الجنيه.. أسطورة حسن عبدالله في البنك المركزي

في عالم تشهد فيه اقتصادات العالم أعاصير متلاحقة، تمكن رجل واحد من الوقوف في وجه العاصفة حاميا اقتصادا بكامله من الانهيار؛ إنه حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، الذي حول المهمة المستحيلة إلى واقع ملموس وقدم نموذجا فريدا في إدارة الأزمات.
عندما تسلم “عبدالله” مهام منصبه كانت العاصفة تضرب بقوة تضخم قياسي يهدد القدرة الشرائية للمواطنين، وأزمة عملة أجنبية تصل إلى مستويات حرجة، وتراجع ثقة المستثمرين، لكن هذا الرجل الذي جمع بين الحكمة والشجاعة قرر أن يغير المعادلة برمتها.
كانت خطوته الاولى أشبه بحركة ساحر؛ عندما أقدم على تحرير سعر الصرف في تلك اللحظة انتقد الكثيرون القرار ووصفوه بالمغامرة، لكن “عبدالله” كان يرى المستقبل بوضوح، أراد بناء نظام نقدي حقيقي قادر على مواجهة التحديات، وليس مجرد ترقيع لوضع قائم، ومع الوقت بدأت رؤيته تثمر؛ حيث عادت التحويلات النقدية للعاملة المصرية في الخارج إلى القنوات الرسمية وبدأ الاحتياطي الأجنبي في التعافي.
وفي معركته الشرسة ضد التضخم، قدم “عبدالله” درسا إبداعيا في إدارة السياسات النقدية، ولم يكتف بالحلول التقليدية بل ذهب إلى أبعد من ذلك مقتنعا بأن المعركة الحقيقية في زيادة الإنتاج وتحسين جانب العرض، فقام ببناء تحالف استراتيجي مع الحكومة موجها البنوك لدعم القطاعات الإنتاجية، ومحولا البنك المركزي من مجرد منظم نقدي إلى شريك حقيقي في التنمية.
الانجاز الاكثر براعة كان في تعامله مع صندوق النقد الدولي؛ فهنا برزت حنكة “عبدالله” وخبرته الدولية، حيث استطاع أن يحول المفاوضات الصعبة إلى فرص ذهبية للإصلاح الشامل، ولم يكن الهدف مجرد الحصول على تمويل، بل كان الباب الذي فتح مصر على استثمارات عالمية غير مسبوقة، وأعاد ثقة الأسواق الدولية في الاقتصاد المصري.
ما يميز قصة “عبدالله” الحقيقية هو ايمانه الراسخ بأن الاستقرار الاقتصادي يجب أن يخدم كل المواطنين، فقاد ثورة في الشمول المالي جاعلا الخدمات المالية في متناول الجميع من كبار المستثمرين إلى أصحاب المحلات الصغيرة، حتى قضايا البيئة والاستدامة وجدت مكانها في استراتيجيته، إذ قاد تحولا تاريخيا نحو التمويل المستدام.
قصة النجاح هذه تثبت أن العقل الحكيم والإرادة القوية يمكنهما صنع المعجزات؛ لقد استطاع حسن عبدالله أن يكتب أسطورة اقتصادية تظل مادة خصبة تتعلم منها الأجيال القادمة، أسطورة تحكي كيف يمكن لقائد واحد أن يغير مصير اقتصاد بكامله.





